لا تزال تطورات الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني في إيران تلقي بظلالها على المشهد الإيراني الداخلي، فيما أضافت أيضا مادة جديدة إلى السجال مع الغرب المعبّر عن دعمه لهذه الاحتجاجات واستنكاره لسلوك السلطات تجاهها، وسط استمرار المفاوضات النووية المتعثرة، الأمر الذي دفع طهران إلى إطلاق تحذير ورسائل مبطنة من احتمال تأثير المواقف الغربية تجاه الاحتجاجات على المفاوضات.
ورغم التراجع الكبير للاحتجاجات في الشوارع، إلا أنها لم تنته بالكامل، وتسجل أحيانا تجمعات متفرقة محدودة في بعض المناطق، وصدرت اليوم الأربعاء تصريحات رسمية متعددة بشأنها، وفي إشارة غير مباشرة إلى الاحتجاجات الأخيرة في بلاده، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال جلسة حكومته، “الأعداء” بالسعي لـ”إثارة الفتنة في البلاد”، قائلا إن ذلك “ناتج من الشعور بالخطر من اقتدار وتقدم النظام”.
وفي إطار السجال مع الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن “إيران ليست مكانا يتمكن فيه أحد من الانقلاب أو القيام بثورة ملونة”، مقللا من أهمية الاحتجاجات التي تشهدها إيران، وقال إنه “لا خبر مهما في إيران”.
وأضاف أمير عبد اللهيان في المقابلة التي أجراها من نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه “لا يوجد أي خبر مهم في إيران ولن يحدث تغيير النظام”، قائلا إن “هناك فرقا بين الاحتجاج والإخلال بالأمن والشغب”.
وبشأن حادثة وفاة الشابة مهسا أميني التي تقول الشرطة إن وفاتها كانت بسبب الإصابة بنوبة قلبية خلال الاحتجاز وسط تشكيك المحتجين بهذه الرواية واتهام الشرطة بضربها، قال وزير الخارجية الإيراني “إننا كلنا متأسفون لما حصل مع مهسا أميني”، مشيرا إلى أن “مثل هذه الحوادث تحدث في جميع أنحاء العالم، منها عشرات الحالات سنويا في أميركا وبريطانيا وبقية الدول”، على حد قوله.