تألقت في سماء الجزائر العاصمة وبالتحديد على ركح أوبرا الجزائر “بوعلام بسّايح”، سهرة السبت الأوركسترا “السيمفونية لأوبرا الجزائر” مع نظيرتها أوركسترا “لارتي دال موندو” من ألمانيا في افتتاح فعاليات الطبعة الـ 12 من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، بمشاركة السوبرانو صوفي بارايس، يمينة لكاف، سارة سعيدي والتينور أو الصادح عماد الدين الدوح، ياسين يحياوي وعازف الكمان رضا زنيمي وأداء جميلة منصوري تحت قيادة المايسترو لطفي سعيدي من الجزائر وفيرنر إيرهاردت من ألمانيا.
وقدم هؤلاء رفقة أكثر من 50 موسيقيا آخر يتوزعون بين عازفي الكمان من الفئة الأولى والثانية وعازفوا آلة الألتو والتشللو والكنتروباص والفلوت والأوبوا والكلارينات والفاجوت وترومبيت وترمبون والتيمبال والإيقاع رفقة 3 تقنيين مقطوعات موسيقية عالمية أسرت مسمع الحضور الذين غصت بهم مدرجات مسرح أوبرا الجزائر على مدار ساعتين من الزمن وأكثر.
وقبل أن يقدم هؤلاء مقطوعاتهم الموسيقية التي أعلنوا من خلالها عن سهرات قوية في أمسيات الطبعة الـ 12 للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجزائر 2022، قدم مايسترو هذه التظاهرة الثقافية والفنية الراقية الأستاذ عبد القادر بوعزارة كلمة افتتاحية حول تطلعاتهم وتحدياتهم في الموسم الجديد والمتجدد من هذا المهرجان الذي أصبح مناسبة عالمية للذين يعشقون الموسيقى الكلاسيكية الراقية في زمن طغت فيه الموسيقى والأغاني الهابطة، لتكون هذه التظاهرة بمثابة فرصة لاستعادة الإحساس بالموسيقى الراقية.
وبعد كلمة الأستاذ بوعزارة محافظ المهرجان الذي كرسّ حياته في البحث في علم الموسيقى وتحصل على درجات أكاديمية عليا في دراسة الموسيقى بالجزائر وفي الخارج وبالتحديد في أوكرانيا أين عاد منها إلى أرض الوطن حاملا درجة الماجيستير بكونسرفاتوار الدولة في كييف تفرغ حينها للتدريس بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة والمعهد العالي لإطارات الشباب، عين مديرا للأوركسترا السيمفونية الجزائرية في 2001 واستمر إلى غاية 2016 وهي الفترة التي عرفت فيها الجزائر قفزة نوعية في الاهتمام بهذا الفن الراقي العالمي، وأصبحت سنة بعد أخرى مقصد أشهر العازفين والموسيقيين والأجواق السيمفونية العالمية سواء في تنشيط سهرات وليالي المهرجان هذا العائد بعد سنتين من الانقطاع بسبب تفشي فيروس كوفيد 19، أو من خلال حفلات كانت تنظم في السنوات الماضية في الجزائر العاصمة وعدّة ولايات داخلية أخرى قبل أن يتم التخلي عنها فجأة.
جاءت كلمة ممثل وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي الغائبة عن التظاهرة بسبب تواجدها في ولاية أدرار منذ الخميس الماضي، لتعطي الإشارة لانطلاق سهرات هذا الحدث الثقافي الممتع الذي سيمكن محبي الموسيقى الكلاسيكية العالمية من الاستمتاع بباقة لروائع المقاطع الموسيقية العالمية يقدمها ممثلو 14 دولة إلى غاية 20 أكتوبر الجاري.
وبالعودة لمجريات السهرة الأولى فقد قدم العازفون الذين يمثلون الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر 12 مقطوعة موسيقية عالمية أمتعت الجمهور وتفاعل معها الحضور لحظة بلحظة، بقيادة المايسترو الجزائري لطفي سعيدي والألماني فيرنر إيرهاردت منها مقطوعة “cavalerie légère”، ” spiel ich die unschuld vom lande”، “موسيقى للألعاب النارية”.. إضافة إلى عزف منفرد قدمه رضا زنيمي وغيره.
ويمكن متابعة أحداث هذه التظاهرة أول بأول عبر منصتنا الإخبارية عاجل نيوز