التسويق السياحي ..في خبر كان !
لطالما تغنت السلطة منذ الأزل بتنويع مصادر الدخل والاعتماد بالخصوص على السياحة والفلاحة كمصدرين اساسيين لشريان الاقتصاد من اجل تحريك عجلة التنمية المنشودة، بعيدا عن ريع البترول والغاز والضرائب بأنواعها، لكن ما نراه واقع متناقض مع خطابات المسؤولين مقارنة بالميزانيات والتمويلات و الأظرفة المخصصة، في هذا الباب احببت أن اضع سؤال مقتضب، هل السياحة مدرجة ضمن جدول اعمال البيرقراطي؟ علاش البيروقراطي عندنا حابس فحكاية الفنادق وهو عمره لا خرج من مكتبه يشوف خيرات البلد ويحصيها عدديا وكيفيا؟
الجزائري أصبح متابع و شغوف بالحصص الاستكشافية للمدن البعيدة عنه و المختلفة عن لغته و ثقافته و المتغيرة عن مناخ بلاده ، اماكن سياحية فاخرة تجذب الجزائري للزيارة ، تخلق في نفسيته غريزة الاستكشاف ، بالمقابل لماذا لا نسوّق لأنفسنا و لثقافتنا و عاداتنا لجذب الغير بالطرق الاشهارية الاحترافية تراعي الثقافة و اللغة و التاريخ كما هو حاصل عند الجيران ، الجزائري يجهل بلاده و ما فيها من خيرات طبيعية ، الجزائري يهرب الى تركيا و تونس و المغرب و ماليزيا لأنه وجد ظالته و راحته و قدرته المالية بعكس ما اصطدم به في بلاده رغم ان الجزائر لربما تزخر بثروات و اماكن خلابة احسن و اكمل و اروع من بلدان بعينها ..لوجستيك و مرافق منعدمة ، منظومة بنكية الكترونية متخلفة ، نقل مهلهل ..و تسويق اشهاري لا يخدم طبيعة القدرات المعيشية ، يعني دوامة من التخبط تعكس فشل منظومات و ليس منظومة السياحة بعينها .
الحق يقال و لا غبار عليه ‘ منذاك الواحد يفكر مليح و يغيس مليح ‘ يقول الخير الي في هاذ البلاد لم يعطوه حقه، لم يقدروا نعمة الله و لم يعطوا السياحة مكانة و اهتمام، لأن السائح الاجنبي حينما يأتي سينبهر لما يقف على اخلاق المجتمع .. على طبيعة العلاقات الانسانية بداية من ترحيب الجمركي في المطارات و الممرات الحدودية الى بيع التين الشوكي و خبز الدار المطلوع على مصاف الطرق الى شكل مقاعد الجلوس في المطعم ..و ليس بفنادق ضخمة اسمنتيا و بلاد غارقة في الفضلات تعيش ويلات التسويف ..الله يصلح الأحوال .