تقاطعت مصادر شبكة “سي أن أن” وصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيتين حول الدور الذي تلعبه مجموعة “فاغنر” الروسية في دعم “قوات الدعم السريع” في حربها ضد الجيش في السودان، والتي تطوي اليوم أسبوعها الأول.
وفيما ذكرت “وول ستريت جورنال”، أن المجموعة عرضت أسلحة ثقيلة على قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، أكدت مصادر “سي أن أن”، اليوم الجمعة، أن المجموعة زودت هذه القوات بالفعل بالصواريخ لمساعدتها في حربها ضد الجيش السوداني.
ونقلت الشبكة عن مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية قولها إن صواريخ أرض-جو دعمت بشكل كبير مقاتلي “الدعم السريع” وقائدهم، الذي يتقاتل على السلطة مع قائد القوات المسلحة الجنرال عبد الفتاح البرهان.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية نشاطاً غير عادي في قواعد “فاغنر” عند حدود ليبيا، حيث يسيطر اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وأظهرت الصور التي حللتها الشبكة ومجموعة “أول آيز أون فاغنر”، طائرة نقل روسية تتنقل بين قاعدتين جويتين ليبيتين رئيستين تابعتين لحفتر، وتستخدمهما المجموعة المقاتلة الروسية الخاضعة للعقوبات.
وتؤكد المصادر أنّ حفتر يدعم “قوات الدعم السريع” رغم نفيه انحيازه لأي طرف، ويشير نشاط “فاغنر” المتزايد في قواعده، إلى جانب مزاعم المصادر الدبلوماسية السودانية والإقليمية، إلى أن كلاً من روسيا واللواء الليبي ربما كانا يستعدان لدعم “قوات الدعم السريع” حتى قبل اندلاع الأحداث الأخيرة، وفق “سي أن أن”.
ونفت “قوات الدعم السريع”، في بيان للشبكة الأميركية، حصولها على مساعدات من روسيا وليبيا، فيما لم يردّ حفتر أو قائد “فاغنر” يفغيني بريغوجين على طلبات الشبكة للتعليق.
من جانبه، ذكر تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مجموعة “فاغنر” عرضت أسلحة ثقيلة على قائد “قوات الدعم السريع” في السودان، وفقاً لمسؤولَين أميركيَّين، حالي وسابق، ومصدر مقرّب من دقلو.
وعرضت المجموعة الروسية، وفق المصادر، إرسال أسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف (مانبادس)، والموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، حيث تنشط “فاغنر” في السنوات الأخيرة.
وأكد المصدر المقرب من دقلو أن الأخير رفض، حتى الآن، عرض التسليح هذا، لتجنّب إغضاب الحكومة الأميركية، التي تشعر بالقلق من تورط قوى أجنبية، وخصوصاً روسيا، في القتال. بدوره، قال المسؤول الأميركي الحالي، نقلاً عن مصادر استخباراتية ودبلوماسية أميركية في المنطقة، إن دقلو كان يفكر في العرض، ولم يتخذ قراراً نهائياً بعد.