عبدالعزيز الزعتري.. رقم أضافته يد الإجرام إلى قائمة مجازرها
سيبقى حيّا في قلوب من عرفوه بأعماله الإنسانية والخيرية
تستذكر عائلة الناشط الجمعوي الكويتي عبدالعزيز الزعتري واسمه الكامل عبدالعزيز حسين محمد جري الزعتري الذي اغتالته أيادي الغدر وأضافته يد الإجرام إلى قائمة مجازرها خلال شهر رمضان المعظم من عام 2023، بكثير من الحسرة والأسى، فبعد مرور قرابة الـ 6 أشهر عن جريمة اغتياله، تنتظر عائلة الزعتري والبناو اليوم القصاص من الجاني، ويقود فريق من المحامين يتقدمهم شقيقه المحامي الأستاذ ثامر الزعتري رفقة المحامي طارق الخرس والمحامي بشار النصار الدفاع للمطالبة بحق المغدور به.
وستفصل محكمة الجنايات، الثلاثاء 10 أكتوبر الجاري في قضية المتهم بقتل عبدالعزيز الزعتري، إذ تقرر في الجلسة السابقة التي جرت الشهر الماضي استخراج كشف حركة أبراج الاتصالات.
- قصة الاغتيال
تعود بداياتها لأكثر من 6 أشهر من الآن، بمنطقة القرين التابعة لمحافظة مبارك الكبير في الكويت، إذ حدث ذلك يوم 10 أبريل 2023 م الموافق لـ 19 رمضان 1444هـ، وذلك عندما أقدم الجاني المدعو الشيخ صباح سالم خالد سلمان الصباح على قتل صديقه عبدالعزيز الزعتري عمدا بإطلاق 14 رصاصة على كافة أنحاء جسده واستقرت 12 منها فيه وأردته قتيلا أمام عينيّ والدته السيدة الفاضلة نوال علي غانم البناو وفي أحضانها لفظ أنفاسه الأخيرة وأسلم الروح لخالقها.
القاتل الذي سلم نفسه للجهات الأمنية هناك في دولة الكويت بعد الحادثة بخمسة أيام وبالتحديد يوم 15 أبريل 2023، اعترف وأقر أمام المباحث الجنائية بجرمه واعترف بما فعله معللا جريمته بأن الضحية المجني عليه يكون قد اغتابه في المجالس وهو الدافع الرئيسي لتوجيه رصاصات رشاش الكلاشنكوف إلى جسد عبد العزيز، كانت كفيلة بأن توجه له النيابة العامة بعد احالة القضية للمحاكم الكويتية للمتهم الرئيسي في قضية الحال وهو الشيخ صباح سالم خالد سلمان الصباح الذي ينتمي إلى الأسرة الحاكمة في دولة الكويت 5 تهم تمثلت في: القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، حيازة سلاح ناري بدون ترخيص، حيازة ذخائر، حيازة مواد مؤثرة عقليا وأخيرا استعمال سلاح ناري بمنطقة سكنية.
وأفيد آنذاك من وزارة الداخلية الكويتية أنه قد تم القبض على قاتل عبد العزيز الزعتري، وقالت في بيان لها تناقلته الصحافة المحلية هناك أن: “قطاع الأمن الجنائي بعد تكثيف البحث والتحري تمكن من ضبط المشتبه به والسلاح المستخدم في قضية مقتل مواطن في محافظة مبارك الكبير، وتمت إحالته لجهات الاختصاص وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه”.
وأكدت ذات الجهة الرسمية أن “وزارة الداخلية تؤكد أن لا أحد فوق القانون كائنا من كان، ورجال الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد”.
ليتوضح أن الجاني ما هو إلا ضابط تابع لجهاز الداخلية.
- الجنون.. خداع للإفلات من العقاب يسـقـط أمام قوة العدالة
وللإفلات من العقاب ادعى الجاني أمام العدالة بتصريحات مغايرة لتلك التي أدلى بها أثناء التحقيقات الأمنية فتمسك طوال جلسات المحاكمة التي جرت بين أسوار محكمة الجنايات في الكويت، أنه لا يتذكر أي شيء حول اغتيال رفيق دربه عبد العزيز الزعتري، ولا أنه قد قام بقتله وواصل انتهاج نفس الأسلوب في الردّ على أسئلة القاضي بما فيها حيازته لسلاح ناري غير مرخص أو حيازة ذخيرة سلاح ناري أو إن كان متعاطيا لأي مخدر وقت ارتكاب الواقعة إذ أكتفى بقول “لا أتذكر” قبل أن يدعي دفاع المتهم بأن له سجل طبي يخص خضوعه للعلاج النفسي وأعراض الانفصام منذ 2020، وهي الادعاءات التي دحرتها التقارير الطبية التي طالبت بها العدالة، حيث تأكد لها بما لا يدعو للشك بأن محاولات ادعاء الجنون أو ممارسة الخداع للإفلات من العقاب لن تجدي نفعا أمام قوة العدالة.
وكانت محكمة الجنايات قد تسلمت في جلسة سابقة تقرير الطب النفسي الذي أثبت أن المتهم مسؤول عن تصرفاته أثناء وقوع الجريمة، وانتهى الطب الشرعي إلى التأكيد على السلامة العقلية للمتهم الشيخ صباح سالم خالد سلمان الصباح عند ارتكاب الجريمة.
وأوضح التقرير الذي خلصت إليه لجنة الطب النفسي الشرعي بمركز الكويت للصحة النفسية بدرجة معقولة من اليقين الطبي إلى أن الجاني لم يكن يعاني وقت ارتكاب الواقعة، محل التحقيق، من أية أعراض نشطة لأي اضطراب نفسي أو عقلي يحول دون قدرته على الادراك أو يعفيه من المسؤولية، وهو ما يعني أن المتهم مسؤول من الناحية النفسية والعقلية على ما أقدم عليه.
وبذلك يكون دفاع الجاني قد خسر الورقة التي حاول الرهان عليها لإفلات موكله المتهم في جريمة قتل وحشية من عقاب العدالة.
- مسيرة حافلة بالخير
وعبد العزيز الزعتري الذي كان لاعبا ينتمي إلى النادي البحري الرياضي لرياضة الدراجات المائية، وممثل المنتخب الكويتي في هذه الرياضة دوليا، عرف أيضا بمسيرته الحافلة بالخير، فقد كان ناشطا جمعويا انخرط في عدّة هيئات كويتية تهتم بحماية الحيوانات وبيئته، اهتم في حياته بالأنشطة الإنسانية بشكل عام والرفق بالحيوان بشكل خاص، وهو ما دفعه للمساهمة في تأسيس الجمعية الكويتية لحماية الحيوان وبيئته وتولى منصب نائب الرئيس من ثم تولى رئاسة الجمعية، وعمل أيضا على تنظيم الفعاليات والجمعيات الخيرية لحماية الحيوان من خلال التواصل مع القيادات المسؤولة بدولة الكويت والعديد من الجهات ووسائل الصحافة والإعلام المختلفة وذلك لتأمين الحماية للحيوانات والمحافظة على حقوقها وفي تربيتها والإتجار بها في بيئة مناسبة.
وفي جانب انساني آخر يحسب للفقيد ساهم في تأسيس ما يعرف بـ”منزل منتصف الطريق” وهو هيئة مجتمعية متخصصة في علاج وتأهيل مرضى الإدمان على المخدرات والكحول في الكويت وتطوع للعمل فيها، ومن خلال “مركز علاج الإدمان” ساهم الفقيد في تعافي الكثير من الذين وقعوا فريسة للإدمان من خلال تبني رعايتهم والقاء المحاضرات التوعوية.