قيادات فلسطينية: العدوان الصهيوني على غزة حرب “إبادة” و”مذبحة جماعية”
أكدوا أن صفقة على الأبواب ستكفل تحريراً تاريخياً لأسرى فلسطين
أجمعت قيادات وشخصيات فلسطينية على أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السبت الماضي تزامنا على اطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها الكتائب الفلسطينية المسلحة ضدّ المحتل الصهيوني هي حرب إبادة ومذبحة جماعية، وشدد هؤلاء على أن صفقة في الأفق ستحدث ستكفل تحريراً تاريخياً لأسرى فلسطين.
كشف المدير العام لشبكة الأقصى وسام عفيفة عن وجود صفقة على الأبواب ستكفل تحريراً تاريخياً لأسرى فلسطين، مشيراً إلى توفر فرصة غير مسبوقة لإفراغ سجون الكيان من الأسرى الفلسطينيين لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني.
لدى نزوله ضيفاً على إذاعة الجزائر الدولية اليوم الأربعاء، اعتبر وسام عفيفة أنّ “مئات الأسرى الموجودين في زنازين الكيان، باتوا ورقة قوية، وستعطي المقاومة قوة كبيرة في حال ما فُتحت مفاوضات مع سلطات الاحتلال.
أردف مدير شبكة الأقصى: “ستكون هناك حالة ذعر لدى الكيان نتيجة هذه الصفقة إن حدثت وستلعب دوراً كبيراً في قلب موازين القوى، حيث ستكون هناك تبعات داخل الكيان، وستسقط رؤوس كبيرة، كما ستسقط حكومات وأجهزة أمنية واستخبارية”، وأضاف: “طوفان الأقصى دخل مرحلة جديدة من المواجهة الكبيرة والقاسية من ناحية المقاومة، وهي معارك كبيرة بإنجازاتها، وما حققته من حالة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني – الصهيوني “، مشيراً إلى أنه منذ انتصار أكتوبر 1973 لم تكن دولة الاحتلال في مثل هذه الوضعية والمواجهة.
وقال ضيف الدولية إنّ الاحتلال بات يعتمد منذ ثلاثة أيام على السلاح الجوي في قطاع غزة، وهو أسلوب الأرض المحروقة بمعنى استنزاف كافة المواقع والمناطق السكنية واستنزاف كل جوانب البنية التحتية لقطاع غزة ، وأشار إلى أنّ كل الهيئات الإنسانية وقطاعات الاتصالات والبناء، المستشفيات المساجد وحتى الأسواق كلها كانت عرضة للقصف وتعرضت لأضرار كبيرة.
وأكد عفيفة أنّ هذا الوضع أدى إلى احتياجات غير مسبوقة حالياً بقطاع غزة، مشيراً إلى أنّ غزة تعيش هذه الحالة منذ أكثر من 17 عاماً، وقال المتحدث إنّ “الاحتلال اعتمد إجراءات العقاب الجماعي من قطع الماء والكهرباء على القطاع، والحصار الكبير على جميع المستويات، براً وجواً وبحراً على قطاع غزة، ما ترك آثار كبيرة في مسار الحياة”، مؤكداً أنّ هناك حالة شلل واسع في كافة الخدمات الإنسانية وما يتبعها من الاحتياجات الحياتية الأساسية في القطاع، إضافة إلى شلل حركة المواطنين بحكم القصف الجوي المستمر للكيان الذي ينفّذ غارات بدون سابق إنذار وبشكل كبير .
وأفاد المدير العام لشبكة الأقصى أنّ ردّ الاحتلال واقترافه هذه الجرائم، هو دليل هوان وضعف وفشل وخوف يعيشه، مستدلاً بما قاله رئيس حكومة الكيان لمواطنيه من أنّه “سيخرج ليثأر ويرفع غلّة القتلى”، وهذا ما يدلّ على فقدانه الثقة بشخصه وجيشه.
- حرب إبادة
وأكد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر علي أبو هلال، أنّ ما يحدث اليوم ضدّ الشعب الفلسطيني من عدوان على قطاع غزة، هي “حرب إبادة ومذبحة جماعية”.
في فضاء خاص لـ “إذاعة الجزائر الدولية” حول العدوان المتواصل على غزة الكيان على غزة، أشار أبو هلال إلى محاولة سلطات الكيان “تغيير جغرافيا قطاع غزة “، معتبراً القصف الهمجي ضدّ مدنيي غزة بأنّه “يؤكد عجز الكيان أمام مواجهة المقاومة التي حققت أكثر من انتصار في معاقل العدو.
- المقاومة الفلسطينية تنفّذ عمليات نوعية في الضفة
وكشف محمد دويكات عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قيام المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بتنفيذ عمليات نوعية طالت جنود الاحتلال والمستوطنين، مؤكداً أنّ الأيام القليلة القادمة ستشهد تحركات جماهيرية واسعة ضدّ الكيان.
في فضاء خاص لـ “إذاعة الجزائر الدولية” حول العدوان المتواصل على غزة، أفاد دويكات من الضفة الغربية: “الفترة المقبلة ستعرف تحركات جماهيرية على كل خطوط التماس مع الكيان، وستشتعل الضفة ناراً تحت أقدام هذا الاحتلال، وكل أبناء الشعب الفلسطيني منخرطون في خيار المواجهة المفتوحة مع هذا الاحتلال وسياساته الدموية”، وأكد دويكات تصاعد التحركات الجماهيرية الواسعة في عموم محافظات الضفة ضدّ العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار دويكات إلى قيام قوات الكيان بسلسلة من الإجراءات القمعية والاقتحامات الدموية لمجابهة المواجهات المفتوحة في عدد واسع من المدن الفلسطينية تعبيراً عن الرفض القاطع لوجود هذا الاحتلال والاستيطان، وذكر أنّه في الليلة الماضية كانت هناك سلسلة من المواجهات مع الاحتلال في نابلس على مستوى كل الحواجز المنتشرة بمداخل ومخارج المحافظة المذكورة، فضلاً عن جنين وطولكرم وقلقيلية والقدس.
وانتهى دويكات إلى التأكيد: “نحن شعب واحد موحّد في المقاومة والتصدي للاحتلال وهذه الآلة الحربية”.
- القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة مصيرية
بدوره شدّد المحلل السياسي الفلسطيني عادل شديد، على أنّ القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة مصيرية، خمسة أيام بعد بدء انتفاضة طوفان الأقصى وتواصل العدوان الصهيوني الآثم على قطاع غزة.
وفي فضاء خاص لـ “إذاعة الجزائر الدولية” حول العدوان المتواصل على غزة، أبرز شديد “أهمية دعم الشعوب العربية الحرة لفلسطين وعلى رأسها الشعب الجزائري”، مضيفاً: “الشعب الجزائري لم يتخل يوماً عن مسؤولياته اتجاه القضية الفلسطينية”.
واعتبر المتحدث ذاته أنّ ما يحدث اليوم بقطاع غزة هو “محرقة يُعاد من خلالها إنتاج نكبة جديدة للشعب الفلسطيني بعد 75 سنة من النكبة الأولى، ومع ذلك فالشعب الفلسطيني الأبيّ بمقاومته وفصائله يدافع بكل ما له من قوة، رغم امتلاك الاحتلال آخر ما أنتجته الترسانة الأمريكية من آلة مدمرة”.
ولاحظ عادل شديد أنّ الكيان الغاشم لم يعد يهتم بالرأي العام العالمي، بعد أن حصل على دعم كامل ومطلق من قبل الغرب الاستعماري .
- وضع غزة كارثي وعائلات كاملة لا تزال تحت الأنقاض
في حين شدّد وسام أبو زيد مراسل إذاعة الجزائر الدولية من غزة، على أنّ القطاع النازف يعيش وضعاً كارثياً، مؤكداً وجود عائلات كاملة لا تزال تحت الأنقاض بفعل الغارات الهمجية التي تنفذها قوات الاحتلال ضدّ المدنيين العُزل.
وحول العدوان المتواصل على غزة الكيان على غزة، ركّز أبو زيد على تواصل غارات الكيان على غزة بشكل كثيف جداً، وهو ما أدى بحسبه إلى تدمير أحياء بكاملها وتغيير معالمها، مضيفاً: “قبل نصف ساعة من الآن، استهدفت غارة جوية آثمة أحد الأحياء بشمال مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد العشرات، ولا تزال عائلات بكاملها تحت الأنقاض”.
وتابع: “جرى تدمير أبراج سكنية كبيرة، وكل الشوارع يتم استهدافها وتدميرها كلياً، كما أنّ قوات الاحتلال والزوارق والمدفعية قصفت شارع الرشيد المحاذي لسواحل قطاع غزة وقصفت ميناء غزة أيضاً، وهناك غارات عنيفة في الشمال الشرقي، وأعمدة الدخان تتصاعد من عدّة أماكن، وهناك محاولة لتدمير غزة وإبادة جماعية لسكانها”.
وتطرق وسام أبو زيد إلى إمكانية شنّ قوات الكيان هجوماً برياً، واعتبر أنّ ما يحدث الآن من قصف وتدمير قد يكون تحضيراً لذلك، خاصةً بعد استدعاء جنود الاحتياط وإحضار معدّات ودبابات على حدود غزة .
وقرع مراسل إذاعة الجزائر الدولية، أجراس الإنذار، بشأن الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع، قائلاً: “عدد من المستشفيات والمراكز الصحية تمّ استهدافها، وهناك عجز كبير في المستشفيات ومواد الإسعاف، وصعوبة وصول فرق الإغاثة التي صارت هدفاً ثابتاً لقوات الكيان”.