في ذروة الحرب على قطاع غزة، يبدي جيش الاحتلال الصهيوني انشغالاً بعين أبو عبيدة، الناطق الرسمي العسكري باسم “كتائب القسام”، وما إذا كان قد أصيب أم تعرضت إحدى عينيه لالتهاب، ولماذا تبدو إحداهما أكبر من الأخرى!
وأطل أبو عبيدة بالصوت والصورة، يوم الاثنين الماضي، من خلال مقطع فيديو تحدث فيه عن آخر التطورات المتعلّقة بالحرب على غزة، ونقل موقع “ولاه” العبري، اليوم الأربعاء، عن مصادر في جيش الاحتلال لم يسمّها، قولها إنه “كان بالإمكان ملاحظة أن إحدى عيني أبو عبيدة كانت أكبر من الأخرى”.
وأضافت المصادر: ” كل من يتابعه (أي أبو عبيدة) بشكل دائم يمكنه ملاحظة التغيير الذي حدث في عينه، على الرغم من أنه كان يغطي وجهه بالكوفية. إنها (عينه) أكبر من الأخرى وهذا أمر استثنائي”.
ونقل الموقع العبري تقديرات مسؤول عسكري في جيش الاحتلال الصهيوني، لم يسمّه، بأن “أبو عبيدة ربما أصيب بشكل أو بآخر جراء الهجمات التي يشنها الجيش، وإما إنه يعاني من التهاب وليس لديه الدواء المناسب”، مضيفاً بأن “هذه النقطة مثيرة للاهتمام لأنه قلّص نشاطاته في الآونة الأخيرة”.
ولفت الموقع العبري، إلى أن الناطق العسكري باسم كتائب القسام يثير بشكل عام نقاشاً متنوعاً داخل الأجهزة الأمنية الصهيونية، وخاصة لدى الأجهزة الاستخباراتية.
ونقل الموقع عن مسؤول أمني كبير، لم يسمّه، قوله إن “المستوى الأمني سمح لهذه الشيء، الذي يُسمّى أبو عبيدة بالنمو والتطور والتسبب بأضرار لهم بدلاً من تصفيته على غرار مسؤولين كبار آخرين في حماس”، وأضاف المسؤول: “ورغم أنه شخص واحد، إلا أنه يدير العديد من الأشخاص الذين ينتجون حربا نفسية متطورة للغاية تؤثر على المجتمع الصهيوني، بما في ذلك في قضية المناورة البرية والمختطفين، وأكثر من ذلك يستخدم وسائل الإعلام الغربية التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي، لنشر الأكاذيب، وبث الرعب والخوف”.
ومضى متابعاً حديثه عن أبو عبيدة: “وهو صاحب فكرة توثيق المداهمات إلى الجبهة الداخلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة (في السابع من أكتوبر)، وتوثيق الفظائع ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي”، على حد وصف المسؤول الصهيوني الذي أضاف أنه ” يجب القيام بجهد من أجل تصفية أبو عبيدة”، على غرار تصفية قادة عسكريين في حماس.
وأثار أبو عبيدة نقاشاً صهيونيا في أكثر من مناسبة من بداية الحرب على غزة، وسط تساؤلات عن مصيره عندما كان يختفي عن الظهور لعدة أيام متتالية.
ويعرف الصهاينة أبو عبيدة، الناطق بلسان “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، من خلال إطلالاته المتكررة في الحروب السابقة، وفي هذه الحرب على وجه الخصوص، التي بدأت منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر بشكل خاص.
وعدا ظهوره الذي تبثه وتنشره قنوات التلفزة والمواقع ووسائل الإعلام، فوجئ الصهاينة، في نوفمبر الماضي، بصورة أبو عبيدة في موقع تابع للنادي الرياضي “مكابي تل أبيب” لكرة السلة، حيث اختُرق الموقع، ونُشرت فيه صورة أبو عبيدة، بالإضافة إلى عبارة “نصر الله قريب”. وتم وقتئذ أيضاً، اختراق مواقع لنوادٍ رياضية أخرى من ضمنها “هبوعيل بئر السبع”، و”مكابي نتانيا” لكرة القدم.
وزعم جيش الاحتلال، في بدايات الحرب، أنه كشف عن الهوية الحقيقية لأبو عبيدة، وقال الصحافي صهيوني إن هذا يندرج في إطار الحرب النفسية التي تمارسها الاحتلال على حركة “حماس”، وإن مصير أبو عبيدة قد حُسم بالنسبة لهم، في إشارة إلى أنه على قائمة الشخصيات التي تسعى لاغتيالها، كباقي القيادات العسكرية في “حماس”.