اتصالات مكثفة لمنع انهيار مفاوضات غزة مع قرب اجتياح رفح
مع بدء جيش الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الاثنين، إجراءات تمهيدية لعملية اجتياح رفح جنوبيّ قطاع غزة، بطلبه من سكان شرقي رفح الإخلاء، تحدث قيادي في حركة حماس عن أن القرار سيؤدي إلى تعليق مفاوضات غزة الخاصة بالرهائن، في وقت كثف الوفد الأمني المصري اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حركة حماس والاحتلال.
وقال قيادي كبير في حركة حماس لوكالة رويترز، إن أمر الإخلاء الصهيوني من رفح “تطور خطير وستكون له تداعياته”، لافتاً، وفق “رويترز”، إلى أن “الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب”. وأكد وزير الأمن الصهيوني يوآف غالانت في بيان اليوم الاثنين، أن التحرك العسكري في رفح ضروري بسبب رفض “حماس” مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة، تطلق بموجبها الحركة سراح بعض الرهائن. وجاء في البيان أن غالانت نقل تلك الرسالة في اتصال خلال الليل بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
- الاحتلال ذهب إلى مفاوضات غزة مخادعاً
وفي أول موقف رسمي من التحرك الصهيوني لإخلاء سكان شرقي رفح، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، في تصريح صحافي، إن “إعلان جيش الاحتلال أن مناطق شرقي رفح هي مناطق خطرة يجب إخلاؤها من السكان يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على مدينة رفح، ويتوافق مع التصريحات المعلنة من رئيس حكومة الاحتلال المجرم (بنيامين) نتنياهو، وهو ما يدلل على أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة مخادعاً، من دون التخلي عن فكرة العدوان الواسع على رفح”.
ولفت إلى رصد تجاوب محدود من المواطنين مع أوامر الإخلاء، مؤكداً أن المؤسسات الحيوية شرقي رفح ما زالت تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار، “وهو ما يعكس إصرار شعبنا على إفشال مخطط الاحتلال، وإيصال رسالة واضحة له بأنه لن يحقق من إجرامه في رفح إلا ما جناه في المدن الأخرى”.
- حماس: أبدينا مرونة كاملة في مفاوضات غزة لكن الاحتلال يماطل
ورفض معروف مزاعم الاحتلال بربط هذا الإعلان بعملية المقاومة في موقع كرم أبو سالم العسكري، مشيراً إلى أن العدوان على مدينة رفح مستمر منذ اليوم الأول لجريمة الإبادة، حيث ارتقى برفح نحو ألفي شهيد حتى اللحظة، معتبراً أن هذا الإعلان هو اختبار حقيقي لجدية المواقف الدولية المحذرة والرافضة لأي عدوان بري على مدينة رفح، ويضع مصداقية كل الجهات التي أعلنت مواقف رافضة للعدوان على رفح، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، على المحك.
- لن يكون نزهةً
بدورها، قالت حركة حماس في بيان، إن الخطوات التي يتّخذها جيش الاحتلال الإرهابي تحضيراً للهجوم على مدينة رفح المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من الأهالي والنازحين، وإنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، خلَّف مجازر في المدنيين الأبرياء، جريمة تؤكّد إصرار حكومة الإرهابي نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد شعبنا.
وشددت على أن “أي عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الفاشي، وأن مقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب القسام، على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه”، داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ، والمنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة أونروا، إلى البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها، أو الرضوخ لإرادة الاحتلال الفاشي.
وشهدت مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار تعقيدات في الساعات الأخيرة، مع استهداف كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، معبر كرم أبو سالم الحدودي، ما أدى إلى مقتل 4 جنود، فضلاً عن إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح والقضاء على حركة حماس، حيث قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن تصريحات نتنياهو، حول الهجوم على رفح، عقّد مفاوضات تبادل الأسرى المتواصلة مع حركة حماس. ولفت إلى أن تعهّد نتنياهو باجتياح رفح أدى إلى “تصعيد حماس من موقفها” خلال المفاوضات الجارية.
- جيش الاحتلال يخلي النازحين من رفح تمهيداً للاجتياح
وفي السياق، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية اليوم الاثنين عن مسؤول كبير لم تسمّه، قوله إن قصف حماس لمنطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة، مؤكداً أن الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس.
وبدأ جيش الاحتلال، صباح اليوم الاثنين، بإخلاء شرقي مدينة رفح في أقصى جنوبيّ قطاع غزة على الحدود مع مصر، بهدف توسيع الهجوم عليها. وأعلن جيش الاحتلال، في بيان له، “توسيع المنطقة الإنسانية في المواصي، والتي تشمل مستشفيات ميدانية، وخياماً، وكميات كبيرة من الأغذية، والمياه، والأدوية، وغيرها من الإمدادات”، لافتاً إلى أنه يسمح، بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، “بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع”.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال خلال إيجاز للصحافيين عبر الإنترنت، وفق “فرانس برس”: “هذا الصباح… بدأنا عملية محدودة النطاق لإجلاء مدنيين بشكل مؤقت من الجزء الشرقي من رفح”، مضيفاً أن “هذه عملية محدودة النطاق”.