سُمّي عليه القطب التكنولوجي.. هذا أوّل مهندس جزائري وأفريقي في النووي؟
يضم 5 مدارس عليا
دشّن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، القطب العلمي والتكنولوجي بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، غرب العاصمة.
وحمل الصرح العلمي الجديد، اسم الشهيد عبد الحفيظ إحدادن، وهو أول جزائري وأفريقي مختص في الفيزياء النووية.
وعبد الحفيظ إحدادن، هو أول عالم في المجال النووي في أفريقيا وصُنّف ضمن مقدمة الأدمغة النووية في العالم الثالث.
وينحدر الجزائري إحدادن، من منطقة القبائل، تحديدًا من دائرة سيدي عيش، بولاية بجاية وهو من مواليد 9 مارس 1932 .
وترعرع الباحث بمدينة سيدي عيش، حيث زاول دراسته الابتدائية ما بي 1938 و1944 في منطقتي طاهير وتوجة بجيجل، أين كان والده يشتغل قاضيا، والتحق بالتعليم الثانوي بمدينتي بجاية وسطيف.
وغادر سنة 1953 إلى باريس لمواصلة تعليمه العالي بمدرسة الفنون والصناعات، والتي استقر بها ثلاث سنوات ليسافر بعد إضراب الطلبة إلى براغ، في تشيكوسلوفاكيا، لإتمام دراساته العليا في الهندسة النووية فور تحصله على منحة من الاتحاد العالمي للطلبة.
وشارك الشهيد إحدادن في مظاهرات الثامن ماي 1945 بمنطقة الطاهير، قرب جيجل، حين كان عضوا بالكشافة الإسلامية الجزائرية.
كما نشط عبد الحفيظ إحدادن في الاتحاد العام للطلاب الجزائريين قبل انضمامه إلى جبهة التحرير الوطني عام 1956. وكان مسؤولاً عن التنسيق مع دول أوروبا الوسطى لشراء الأسلحة واستقبال الجرحى، الذين أرسلتهم جبهة التحرير الوطني في البلدان التي دعمت الثورة بما في ذلك تشيكوسلوفاكيا.
في 11 جويلية 1961، تحطمت الطائرة التشيكية “إليوشين 18″، فوق الدار البيضاء، بالمغرب، وكان على متنها المهندس إحدادن بالإضافة إلى 8 متخصصين جزائريين في ميادين حساسة الإلكترونيات والهندسة النووية.
وكشف المؤرخ، زهير إحدادن، وهو شقيق الشهيد عبد الحفيظ إحدادن، بأن “حادثة سقوط طائرة اليوشين 18 التابعة للخطوط التشيكوسلوفاكية سنة 1961، كانت مدبرة من طرف المصالح الفرنسية المختصة، التي خططت للعملية ونفذتها عبر سماء الرباط بالمغرب في خطوة مدروسة للقضاء على أبرز أفراد النخبة الجزائرية آنذاك .”
وقال زهير إحدادن إنّ “جميع المعطيات والمؤشرات فضلا عن الظروف التي أحاطت بالحادثة، تصب في إناء فرضية الجريمة المدبرة، بداية من كون سقوط الطائرة جاء بعد أقل من شهرين ونصف من تاريخ إرسال إحدى الرسائل الأخيرة التي بعث بها المرحوم إلى عائلته في 26 أفريل عام 1961، يؤكد من خلالها إشرافه على التحكم في جميع أجزاء المفاعل النووية، وإقدامه على الحصول مطلع شهر جوان اللاحق على شهادة تمكنه من إنجاز زر التسيير عن بعد الذي يستعمل في تشغيل جميع أجزاء المركب النووي، باعتبارها من آخر وأكثر التقنيات تعقيدا التي توصل إليها البحث العلمي خلال تلك الفترة.”
واتهم المؤرخ وسائل إعلام فرنسية، وعلى رأسها وكالة الأنباء الفرنسية، التي لم تتردد في عنونة أول برقية أصدرتها عقب الحادثة بـ “أول مهندس نووي في العالم الثالث يلقي حتفه في تحطم طائرة بالرباط”، رغم التكتم والسرية التي تم إتباعها لحفظ هوية الركاب.
وهو ما يؤكد، وفق التصريحات السابقة، للباحث إحدادن، أن “المخابرات الفرنسية كانت تترصد كل مرحلة من مراحل تقدم الطائرة التابعة للخطوط الجوية التشيكوسلوفاكية منذ إقلاعها من براغ متجهة إلى باماكو عبر الرباط.”
وأوضح المتحدث أن “النتائج التي جاء بها التقرير النهائي حول أسباب وقوع الحادث، لم تكن منطقية بدليل أن الأجواء يومها كانت صافية بما يوفر ظروف جيدة للرؤية والتحليق، وينفي إمكانية اصطدام اليوشين 18 بالأسلاك الهاتفية قبل تحطمها.”