الجزائر تراهن على الشباب لابتكار حلول لإدارة النفايات
خصصت الوكالة الوطنية للنفايات برنامجا يضمن مرافقة خاصة للطلبة وأصحاب المشاريع المهتمين بالتسيير المدمج للنفايات، حسبما أفادت به، يوم الثلاثاء، إطار بالوكالة، مشيرة إلى أن الوكالة أبرمت حوالي 30 اتفاقية مع الجامعات والمدارس العليا في هذا الصدد.
وأوضحت عقيلة بوذراع لـ/وأج، على هامش يوم إعلامي بعنوان “التنمية المبتكرة للنفايات الحضرية المستدامة: التحديات والحلول”, نظمته الوكالة الوطنية للنفايات بالتعاون مع مخبر الأبحاث والدراسات في التهيئة والتعمير بجامعة “هواري بومدين” للعلوم والتكنولوجيا، أن الوكالة قد سطرت “برنامجا وطنيا يهدف إلى مرافقة طلبة مختلف الجامعات الوطنية والمدارس العليا في مجال تسيير النفايات وتثمينها ومرافقتهم في دراساتهم ومشاريعهم، وكذا على تجسيد أفكارهم على أرض الواقع”, مشيرة إلى أنه “تم خلال السنة الماضية تأطير 166 طالبا”.
وأضافت بوذراع أن مرافقة الطلبة تأتي تنفيذا للاتفاقيات التي أبرمتها الوكالة مع مختلف الجامعات والمدارس العليا والمقدر عددها بـ 30 اتفاقية، مبرزة أنه من المنتظر إمضاء اتفاقيات أخرى في هذا الصدد مستقبلا.
وأكدت أن التأطير والمرافقة يتضمنان دراسات مشتركة بين الوكالة والطلبة من أجل إيجاد حلول لإشكاليات متعلقة بالنفايات، إشراك الطلبة في خرجات ميدانية وزيارات تسمح لهم باكتشاف تفاصيل نشاط تسيير النفايات عن قرب، ناهيك عن إمكانية مرافقتهم في تجسيد أفكارهم ومشاريعهم وتسهيل ربطهم مع الشركات الصناعية، لاسيما عبر بورصة النفايات الصناعية، التي هي عبارة عن أرضية الكترونية تهدف إلى تسهيل الاتصال بين الشركات الصناعية والقائمين على عملية إعادة استغلال النفايات.
من جهة أخرى، وبخصوص اليوم الإعلامي الذي جرى بحضور خبراء، باحثين وفاعلين محليين في مجال إدارة النفايات، فكان فرصة لعرض أبرز التحديات والآفاق المتعلقة بمجال تسيير النفايات في الجزائر ومناقشتها من أجل التوصل إلى حلول يمكن تحقيقها على أرض الواقع، فضلا عن عرض أهم التقنيات والأساليب التكنولوجية المبتكرة للإدارة المستدامة لها.
ويأتي هذا الحدث، حسب الشروحات المقدمة بالمناسبة، تجسيدا لسياسة وزارة البيئة والطاقات المتجددة المتعلقة بترقية مختلف النشاطات الهادفة لترقية التسيير المدمج للنفايات.
وفي هذا الإطار، أكدت مديرة مخبر الأبحاث والدراسات في التهيئة والتعمير، ليلي عباس، في مداخلة لها حول التقنيات الحديثة للردم التقني وتأثيرها على
تسيير النفايات، أن فرز النفايات سيساهم في تقليل حجمها على مستوى المفرغات العمومية، مشيرة الى أن النفايات التي لا يمكن إعادة تدويرها بفعالية عبر استرجاع المواد أو معالجتها بيولوجيا يتم توجيهها إلى المفرغات العمومية لتحلل وتحول إلى طاقة.
من جهتها شددت المسؤولة عن تنظيم هذا اليوم الدراسي، أمال بعزيز، في مداخلة لها بعنوان “التكنولوجيا الرقمية للإدارة المستدامة للنفايات الضخمة”, على ضرورة إنشاء منصة مبتكرة لإدارة مستدامة للنفايات الضخمة، تهدف إلى تقديم حلول جديدة ومبدعة في إدارة هذه النفايات، وتجمع بين جميع الأطراف المعنية من قطاع عام وخاص وكذا مواطنين.
ويجب أن تكون هذه المنصة، التي ستشكل -حسبها- بيئة مناسبة لتبادل الأفكار وتبني الابتكارات في مجال إدارة النفايات الضخمة، متطورة وديناميكية قادرة على التكيف مع التطورات الراهنة في هذا المجال.
ومن أهم الآليات الأخرى لإدارة مستدامة للنفايات الضخمة، أكدت بعزيز على ضرورة خلق مؤسسات ناشئة ناشطة في مجال تسيير هذا النوع من النفايات، مشيرة أنها ستساهم في خلق وظائف خضراء وتعزيز الاقتصاد الدائري في الجزائر.