“الدولي للموسيقى السيمفونية”.. سفر إلى عوالم الموسيقي الراقية
حفل اختتام الطبعة الـ 12 كان مناسبة لتكريم أساتذة الموسيقى في الجزائر
اختتمت في أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، فعاليات الدورة الثانية عشر للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية، وذلك بعد أسبوع من النشاطات التي ساهم في تقديمها موسيقيون من 14 دولة، وشهد حفل الاختتام سهرة الخميس إلى الجمعة عزفا لموسيقيين من أوركسترا فيلارمونيك من جنوب إفريقيا وأوركسترا أكاديمية الموسيقى الروسية الذين أمتعوا الحضور الغفير بمعزوفات موسيقية لعمالقة الفن الكلاسيكي الذي أضحى يستقطب جمهورا واسعا في الجزائر سنة بعد أخرى.
سهرة اختتام المهرجان كما وقفت عليه المنصة الإخبارية عاجل نيوز جرت في جو احتفالي بعرض تقاسمته كل من الأوركسترا الوطنية لجنوب إفريقيا بقيادة المايسترو ماثيو كيسويتر وأوركسترا الأكاديمية الروسية تحت قيادة المايسترو إيفان نيكيفورشين.
البداية كانت مع فرقة جنوب إفريقيا التي قدمت معزوفتين لمؤلفين أفارقة، فيما كانت المعزوفة الثالثة لتشايكوفسكي، حاولت الأوركسترا الجنوب افريقية، التي ضم عازفين تم انتقائهم خصيصا للمشاركة في المهرجان، أن توصل للجمهور بعض من الثقافة الإفريقية من خلال العزف والموسيقى التي تجاوب معها الجمهور، وحتى قائد الأوركسترا الذي فضل في الختام مخاطبة الجمهور بلغته في لفتة خلفت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور الذي عبر عنها بالتصفيق طويلا للفرقة.
التصفيق تواصل طويلا عندما اعتلت أوركسترا الأكاديمية الروسية بقيادة المايسترو إيفان نيكيفورشين الذي قاد الجمهور في رحلة موسيقية اختصرت عمق الثقافة والموسيقي الروسية.
الرحلة التي دامت ساعة من الزمن اختصرت 3 قرون من الموسيقى الروسية الكلاسيكية، حيث عبرت الأوركسترا من القرن التاسع عشر بيار جيكوفسكي ومن القرن العشرين مؤسس ورائد المدرسة الروسية نيكولاي ميدوفكسي ومن القرن 21 ممثل الموسيقى المعاصرة في روسيا يوري ابدوك، ويمكن القول أن الفرقة الروسية أمتعت وأبدعت في آخر سهرة من سهرات المهرجان في طبعته الـ 12 حيث شدت الجمهور وأخذته في عوالم الأنغام الجميلة والموسيقي الراقية.
واتسم الحفل بتقديم مجموعة من التكريمات، ارتأت محافظة المهرجان أن تلتفت إليهم نظير مسارهم الفني، ليسدل الستار على هذه التظاهرة بصورة تشريفا لرجال ونساء أعطوا الكثير للموسيقى الجزائرية.
وأطر سلسلة التكريمات هذه محافظة المهرجان بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وخصصت لأساتذة في الموسيقى تقدمهم خليل قشود، الذي يعد واحد من مؤسسي الأوركسترا السيمفونية الوطنية، سامية لعجال، سهام حيمر، عبد الصمد بسدات، نيار جمال، سليم جلول بوياحي، إيرينا خمخوم، والموسيقي فتحي العيد.
وخص التكريم أيضا أعضاء سابقين بمحافظة المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية تقدمهم جلال شاكر سدايرية، هجيرة عيرش وأميرة لرجان، كما تم تكريم الفريق التقني العامل في أوبرا بوعلام بسايح، حيث استلم فريد خاوص الأمين العام للأوبرا درع التكريم الخاص بمؤسسة أوبرا بوعلام بسايح.
وخلال هذه الطبعة التي تصادف عودة المهرجان بعد سنتين من الغياب نتيجة تفشي فيروس كوفيد -19 والقيود التي تم فرضها خلال هذه الفترة، تعاقبت فرق من إيطاليا وتونس واليابان وفرنسا والنمسا ومصر وجمهورية التشيك وسوريا وجنوب إفريقيا وروسيا والسودان والدانمارك التي تسجل أول مشاركة لها في الحدث على مسرح أوبرا الجزائر.
كما تميزت هذه الطبعة بأول مشاركة للدانمارك ممثلة بثنائي كريستوفر نيهولم هيلديج، أحد أبرز العازفين على آلة البيانو ببلده وعازف تشيلو، توك مولدوب.
وتمكن طلاب من المعاهد الجهوية للتكوين في الموسيقي لكل من البويرة والأغواط والجلفة وباتنة وهران، وكذلك طلاب المعهد الوطني العالي للموسيقى، من الاستفادة من ورشات تكوينية في أقسام خاصة بالغناء، وقيادة الأوركسترا، والكمان، والبيانو، والمزمار الأول، والتشيلو، والأكورديون نظمت بمقر المعهد الوطني العالي للموسيقى طوال أيام التظاهرة.