مختصون: تسخين السيارة صباحا هدر للبنزين وتلويث للبيئة

ردت مصالح الدرك الوطني عن تساؤل يشغل بال الكثير من السائقين، حول ضرورة تسخين السيارة في الصباح من عدمه.

وأوضحت صفحته “طريقي” المختصة في السلامة المرورية أن هناك الكثير من التساؤلات المطروحة حول تسخين السيارة في الصباح لأنها تكون باردة تماما.

واستنادا إلى آراء المختصين، أكدت مصالح الدرك أن تسخين السيارة صباحا وهي متوقفة ليس أمرا ضروريا وإنما يعتبر هدرا للبنزين وتلويث للبيئة.

وأكدت أن الشركات المصنعة للسيارت حاليا تقوم بتنبيه السائق إلى ضرورة تجنب تشغيل المحرك والسيارة متوقفة لأكثر من 30 ثانية من خلال رسالة تظهر على لوحة القيادة للسائق وهناك من الشركات من تصنع شاهد أو مؤشر بلون أزرق يظهر عندما يكون المحرك باردا ويختفي بعد مرور حوالي من 30 إلى 40 ثانية.

وأشارت المصالح المختصة إلى أن فكرة التسخين كانت مع السيارات القديمة التي تحتوي على نوع من الزيوت غير المقاومة للبرودة وتعتمد على بالـ”كربوريتر” ومن عيوبها عدم توزيع الوقود بشكل جيد على جميع اسطوانات المحرك وصعوبة تشغيل السيارة في الأجواء الباردة ولكن في السيارات الجديدة تم تطوير الزيوت التي تقاوم 50 درجة مؤوية تحت الصفر وعالية اللزوجة.

وتابعت  موضحة أنه في الماضي كانت السيارات تعتمد على المفّحم أو الكاربرتر ( Carburetor) التي تتطلب سخونة المحرك لكي يوفر العزم اللازم في السيارات لكي يحترق البنزين بشكل كامل فيتحول من سائل إلى رذاذ ثم إلى بخار.

فالكاربرتر يقوم بتحويل الوقود من حالته السائلة إلى رذاذ لكي يحترق البنزين، هنا المحرك يجب أن يسخن لكي يتحول إلى بخار ليدخل إلى الأسطوانة (cylinder) بشكل جيد وهو ما يستغرق مدة تتراوح مابين 03 إلى 04 دقائق. يضيف المصدر ذاته.

أما السيارات الحديثة التي تعمل بنظام حقن الوقود أو البخاخ، فإن سرعة الاحتراق في هذا النظام أكبر بكثير مقارنة (بالكاربرتر)، حيث أن نظام حقن الوقود يعمل على تحويل البنزين إلى رذاذ والذي يلامس البلف (Thermostat) الساخن جدا (يسخن لمجرد ثواني معدودة) والذي بدوره يحول الرذاذ إلى بخار قبل ما يمر إلى غرفة الاحتراق للمحرك .

وأضاف المختصون أن تقنية حقن الوقود المباشر (GDI (Gasoline Direct Injection في السيارات الحديثة يختلف مكان رش الرذاذ حيث يرش على المكبس (Piston) والذي يسمح بتحول الرذاذ إلى بخار ويشتغل في غرفة الاحتراق والعملية تستغرق فقط ثواني معدودة تتراوح مابين 30 الى 40 ثانية، ليتم إحتراق البنزين.

لذا فوقوف السيارة لعدة دقائق هو مجرد هدر للبنزين وينقص من العمر الافتراضي للمحرك. لهذا ينصح حتى في البلدان التي بها درجة حرارة أقل من 0°م بتشغيل السيارة ثم السير مباشرة بعد حوالي من 30 إلى 40 ثانية فقط . لكن ينصح بالسير ببطئ الى حوالي من 03 الى 04 دقائق قبل زيادة السرعة بشكل كبير.

أما عن دورة التزييت في المحرك فتختلف المدة التي تستغرقها كل سيارة، ففي السيارات الحديثة لا تتعدى هذه المدة 10 ثوان أي بعد إطفاء جميع الاشارات والشواهد التحذيرية التي تظهر على لوحة القيادة عند تدوير مفتاح التشغيل فعندها يمكنك التحرك بالسيارة مباشرة.