الصادق بخوش ينتهي من كتابة سيناريو يتناول حياة الراحل هواري بومدين
لم يخل السيناريو من نقد سياسته بذكر العديد من الحقائق المثبتة
أنهى السيناريست صادق بخوش كتابة سيناريو يتناول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين، وعبر مائة وواحد وستون مشهدا يتنقل المشروع الذي حمل عنوان “الرجل اللغز” طفولة بومدين ويرصد حقائق عن حياته انطلاقا من طفولته في قرية “بني عدي” دائرة “هيليوبوليس” ولاية قالمة إلى التحاقه بمعهد الكتانية في قسنطينة ثم سفره راجلا إلى القاهرة مرورا بتونس، للدراسة بجامعة الأزهر لمدة أربع سنوات.
ولتحق بومدين بصفوفها من القاهرة 1954 حتى اندلعت ثورة نوفمبر، أين ركب البحر على متن قارب سياحي تملكه ملكة الأردن “ديانا” وكان يحمل ما لا يقل عن واحد وعشرون طنا من السلاح والذخيرة.
وبالولاية الخامسة التاريخية 1955 انتمى بومدين وفق نفس السيناريو إلى صفوف الثورة ابتداء من شهر فيفري تحت قيادة بن مهيدي ثم عبد الحفيظ بوصوف.
وتدرج في الرتب العسكرية وترقى في المناصب القيادية إلى أن بلغ رتبة عقيد في سن الخامس والعشرون عاما، ثم خلف العقيد بوصوف في قيادة الولاية الخامسة بعد أن انخرط هذا الأخير في لجنة التنسيق والتنفيذ، بعدها كلفته قيادة الثورة برئاسة أركان ولايات الجهة، عين في 1960 بطرابلس CNRA الغربية، وبعد مؤتمر المجلس الوطني للثورة الجزائرية قائدا للأركان العامة لجيش التحرير ومقره بغار الدماء في المنطقة الحدودية الجزائرية التونسية.
عارض بومدين اتفاقيات إيفيان واختلف مع أعضاء الحكومة المؤقتة الجزائرية، وبعد توقيف القتال، اصطدم ببعض قيادات الداخل وانتصر عليهم بما كان له من قوة عسكرية مسلحة ومنظمة.
عين في أول مجلس تأسيسي وزيرا للدفاع نائبا لرئيس الجمهورية أحمد بن بلة، سماه “التصحيح الثوري”.
خلال هذه المحطات العديدة التي تناولها السيناريو تطرق بخوش إلى شخصية هذا القائد في المجال العسكري وقيادة الرجال في المواجهات والمعارك وقدراته الفائقة في إدارة مجمل جزئيات القيادة وكيفية تعامله بذكاء وحزم مع مختلف المستجدات.
كما حلل السيناريو شخصية بومدين الكاريزمية في قيادة الرجال إبان الثورة وخلال بناء الدولة الوطنية الحديثة على أسس اجتماعية من خلال خياراته للنظام الاشتراكي وإطلاقه للثورات الثلاث: الثورة الزراعية، الثورة الصناعية والثورة الثقافية.
وحقق إنجازات باهرة في تعميم التعليم ومجانية وتعريب المدرسة والطب المجاني وتأميم المحروقات وبناء السّد الأخضر والقاعدة الصناعية وفي القوّة العسكرية.
لم يسمح خلال حكمه للبلاد لأي نوع من الفساد من أن يستشري.
أما على المستوى الدولي، فقد برز بومدين كقائد للعالم الثالث ودول عدم الانحياز وفي الدفاع عن القضايا العادلة وحركات التحرر لا سيما قضية فلسطين المحتلّة.
دافع بشراسة في المحافل الدولية عن الدول الفقيرة ودعا إلى نظام اقتصادي عالمي جديد وعارض القوى العظمى لا سيما أمريكا وقطع العلاقات معها، كما عارض النظام المصري بعد اتفاقه مع الصهاينة في مؤتمر “كامب دافيد” وأسس مع شركائه جبهة الصمود والتصدي، كما ساهم في حلحلة العديد من القضايا العالمية والأزمات مثلما فعل بين العراق وإيران.
لم يخل السيناريو من نقد لسياسة بومدين بذكر العديد من الحقائق المثبتة.